- قال الشاعر أبو ذؤيب الهذلي:
أمِنَ المنونِ وريبِها تتوجّعُ
والدهرُ ليس بمعتبٍ مَنْ يجزعُ
قالت أمامةُ ما لجسمك شاحبًا
منذ ابتذلتَ ومثلُ مالِكَ ينفعُ
أم ما لجنبك لا يلائمُ مضجعًا
إلاّ أقضَّ عليك ذاك المضجعُ
فأجبْتُها أنْ ما لجسمي إنه
أودى بنيَّ مِنَ البلاد فودّعوا
أودى بنيَّ وأعقبوني حسرةً
بعد الرُّقاد وعبرةً ما تُقلع
ولقد أرى أنَّ البكاء سفاهةٌ
ولسوف يولع بالبكا مَنْ يُفجع
سبقوا هَويَّ وأعنقوا لهواهم
فتُخُرِّموا ولكل جنب مصرع
فغبرتُ بعدهم بعيش ناصب
و إخالُ أني لاحق مستتبع
ولقد حرصت بأن أدافعَ عنهم
فإذا المنية أقبلت لا تُدفع
فالعين بعدهم كأن حداقها
سملت بشوك فهي عور تدمع
وتجلدي للشامتين أريهم
أني لريب الدرب لا أتضعضع
والنفس راغبة إذا رغبتها
وإذا ترد إلى قليل تقنع